الكوفية:كأنما ستنشأ في أجواء الوطن، أية قيمة، من شأنها إضفاء أية صفة على أعضاء الللحنة التنفيذية التي سيتمخض عنها الانعقاد المزور للمجلس الوطني الفلسطيني، علماً بأن السياقات كلها، تشير الى أننا سنؤخذ الى سجال داخلي مرير، وسيكون بأسنا بيننا والعدو يتفرج ويُفاقم محنتنا. وبالطبع، لن تكون هناك أية حيثيات محترمة، لعضويات ملفقة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. فما يُبنى على باطل، سيكون باطلاً، وسيكون عباس نفسه، هو من يقدم أكثر البراهين على هذه الحقيقة. فهكذا عضويات لا معنى لها ولا تأثير في دائرة اتخاذ القرار، أو على مستوى تنفيذ القرارات التي ستُعلن في ختام الانعقاد نفسه!
مخطئون أولئك الذين يأخذهم التتبع الى انتظار إجابات عن السؤال من سيأخذ ماذا. والمخطئون أكثر، هم الذين أوهموا أنفسهم أن تسمياتهم كأعضاء في اللجنة التنفيذية ستجعلهم قيادة للشعب الفلسطيني. فمنذ أن بدأت تطبيقات أوسلو، لم تكن اللجنة التنفيذية التي أوجدها التقليد الساري، ذات شأن ووزن، فما بالنا باللجنة المُنتَحلة، التي تتمخض عن انعقاد مزور.
سرعان ما سيكتشف أعضاء هذه اللجنة المُنتَحلة، أن لديهم مهمة واحدة، وهي توفير نوع من التغطية، للخيارات السياسية والاجتماعية والأمنية العباسية، الماضية لاستكمال التدمير وتعميق الانقسام وتسهيل الأخاديع قبل أن يغادر الرجل بما اغترفت يداه. وأعضاء هكذا لجنة، يعرفون منذ الآن، أنهم لن يملكوا حق الاعتراض ولا القدرة على تغيير شيء مُخزٍ، وحتى إن حاولوا فتح نقاش جاد، في أية مسألة؛ فسيسمعون من عباس عبارات السخرية والإهانة. وعلى الرغم من ذلك، تراهم يتنافسون على الصعود الى المنصة كمن يتنافسون على الخيبة والانتحال!
في هذه المناخات، يُلاحظ أن الضامنين لعضويات بلا حيثية ولا معنى ولا عمق في المجتمع الفلسطيني لمسافة متر واحد، يستبقون القرارات التي يريدها عباس ويطرحونها بصيغة الإيجاب والتأييد. لذا نرى في هذا السياق، رويبضة متطفلاً يتحدث عن قرار وقف ما يسميه تمويل غزة. فالحكاية عنده، حكاية تمويل يعتمدها الممول الشرعي الوحيد، والرويبضة أحد الفائزين بحقوق تمويلية لنفسه، وليس فائزاً بالثقة الشعبية الغالية، ولا بالدور المؤسسي ولا بحقه في حال صحو ضميره، في أن يرى ما يراه الناس. فهذه الأشكال، منذورة لإطاعة المُمَوِّل فيما يراه اليوم وما يراه غداً!
ذات يوم، سُئل عضو لجنة تنفيذية جاء عن طريق الفصيل لا عن طريق الشعب: لماذا تحرص على أن تكون وزيراً في سلطة الحكم الذاتي المحدود، وأنت عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي يُفترض أنها مرجعية السلطة والإطار الأعلى؟ أجاب بسؤال مضاد: وهل تعتقد أن اللجنة التنفيذية هي قيادة الشعب الفلسطيني؟!
معنى ذلك أن اللجنة التنفيذية قبل تزوير انعقاد المجلس الوطني، وقبل وصول السياسات الى منحاها التدميري العباسي الراهن؛ لم تكن قيادة المستوطنات. فهذه كلها سياقات دون مستوى تفكير الرويبضات الذين يسهل عليهم خنق غزة لا خنق المستوطنة!
ولعل من المفارقات، أن بعض الذين اختاروا المشاركة في الانعقاد المزور، أظهروا اعتراضات على جزئيات إجرائية تتعلق بالنظام، وكأن الاجتماع الذي انعقد تحت لافتة المجلس الوطني كان نظامياً ووحدوياً في إجراءاته وعضوياته ومكان انعقاده ومقاصده. فهؤلاء لا يمتلكون أصلاً، الحكمة التي تمثلت في القول الشهير الذي أطلقته في صدر الإسلام، الصحابية الجليلة المقاتلة، أسماء بنت أبي بكر، التي سُميّت ذات النطاقين: لا يضير الشاة سلخها بهد ذبحه.