الكوفية:بعد خمس سنوات من سقوط حكم الإخوان ومعها محمد مرسي في مصر، فجر الرئيس محمود عباس "مفاجأة سياسية" يمكن وصفها بالمدوية، في خطابه الخالي من "الدسم السياسي"، أمام المجلس الوطني غير الشرعي المنعقد في رام الله، يوم 30 أبريل 2018..
المفاجأة العباسية، فيما نسبه الى محمد مرسي الرئيس المصري السابق، بأنه عرض عليه أن يأخذ جزءا من سيناء لتوسيع قطاع غزة، كجزء من مخطط أمريكي للتسوية..
وكي لا نقع في شبهة سياسية، نسأل عباس شخصيا، من كان معك في حينه، وهل هناك شخص آخر سمع ذلك الإقتراح، أم كان جانبا سريا بينكما، ولما لم تتحدث عنه سابقا مع الإطر الفلسطينية، التي التقت مرارا وتكرارا، ولا خلال جلسات حوار المصالحة مع حركة حماس، التي تتهمها الآن بأنها تسعى لذلك، حيث كان واجبا وطنيا، ان تضع مثل تلك المخاوف السياسية، بل والتآمرية أمام أطراف المصالحة..
وقبل هؤلاء، كيف لك أن تصمت على مثل ذلك الإقتراح الخياني ولا تفضحه أمام الإعلام المصري، مفترضين أنك أبلغت الرئيس عبد الفتاح السيسي وأجهزته السيادية بمثل ذلك الإقتراح، مع الإدراك لو كان حصل حقا لكان لهم معرفة دقيقة به..
أن تصمت ما يقارب الست سنوات على مثل هذا الإقتراح، يفتح بابا للتساؤل، هو أنك كنت تبحثه مع اوساط أمريكية وإسرائيلية سرا، علك تجد طريقة للخلاص من قطاع غزة بشكل ما، وتعيد االإعتبار للمشروع الأمريكي عام 1955، في سياق بحث حل لأزمة قطاع غزة من جهة، وحل جزء من قضية اللاجئين عبر توطين في سيناء..
أو أنك لست صادقا فيما ذكرت، وتحاول التلاعب السياسي بمنطق الأحداث، لتبدو وكأنك تقود نهجا سياسيا خاصا، بل وتثير الشكوك المسبقة فيما لم يعد له مكان، كي تجد لك مبررات "سياسية" لعقاب قطاع غزة، بمسميات "وطنية"..
لو كنت صادقا فيما ذكرت، وتتحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني، كما تدعي، فصمتك طوال هذه السنوات هو جزء من التماثل مع المشروع، وربما إنتظار لبعد آخر، ولم تكشفه من باب الحرص على القضية الفلسطينية، بل من باب المناكفة مع حماس، وأيضا لتيرير جريمة الحرب التي تنفذها ضد القطاع..
ويبدو أننا للمرة الثانية مطالبين باللجوء الى الشقيقة الكبرى مصر، وهي تمتلك حتما معلومات دقيقة عن ذلك "اللقاء الخاص" بين عباس ومرسي، ولا نقول نريد سماع رأي المتهم مرسي أو جماعته، بل نريد الدولة المصرية القيام بذلك..
ونسأل عباس حول تلك "المفاجأة"، هل كانت حماس على علم ودراية بذلك، وهل وافقت عليها، وهل طلب مرسي منك أن تتفاهم معها ودراسة المقترح بشكل مشترك..
فلو كانت حماس عل علم ومتماثلة مع المقترح "الإخواني التوطيني السيناوي"، فكل حواراتك معها منذ تلك التاريخ دون إلزامها نصا ليس برفض المقترح الخياني، بل الإعتذار للشعب عن موافقتها في حينه، تمثل جريمة سياسية ضد الشعب الفلسطيني والشقيقة مصر..
وغير ذلك نقول لك بأن مفاجأتك ليست سوى "زعبرة سياسية" لتثير غبارا تخفي بها فضحية تزويرك الإرادة الوطنية بعقد مجلس غير شرعي بالتواطئ مع فصائل مقابل امتيازات كل بحجمه الخاص..!