اليوم الجمعة 29 مارس 2024م
عاجل
  • مروحية الاحتلال تطلق النار نحو المواطنين ومنازلهم شرق قطاع غزة
مروحية الاحتلال تطلق النار نحو المواطنين ومنازلهم شرق قطاع غزةالكوفية الحرب التي لن تنتهي ..!الكوفية استطلاع.. استمرار تقدم شعبية غانتس على نتنياهوالكوفية شهداء الأقصى: استهدفنا آلية عسكرية صهيونية بقذيفة "آر بي جي" غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزةالكوفية الاحتلال يغلق حاجز تياسير شرق طوباسالكوفية الاحتلال يواصل إغلاق محافظة أريحا والأغوارالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 175 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 71 شهيدا و112 مصاباالكوفية اليابان تعتزم استئناف تمويلها لـ «أونروا»الكوفية شهداء في عدوان إسرائيلي استهدف ريف حلبالكوفية بالأرقام| «الإعلام الحكومي» ينشر تحديثا لأهم إحصائيات عدوان الاحتلال على غزةالكوفية 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف نادي الشجاعية الرياضي شرقي مدينة غزةالكوفية الاحتلال يقتحم عدة مناطق في جنينالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنا من نابلس ويقتحم مادماالكوفية الاحتلال يقتحم ترقوميا شمال غرب الخليلالكوفية اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في منطقة الشحايدة شرق عبسان الجديدة شرق خان يونسالكوفية قصف مدفعي يستهدف المناطق الشرقية لخان يونسالكوفية الاحتلال يواصل اغلاق جميع مداخل مدينة أريحا لليوم الثاني على التواليالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تطلق النار تجاه منازل المواطنين على شاطئ المحافظة الوسطى في قطاع غزةالكوفية

لقطات الجوع وبلاغات الفساد

14:14 - 24 فبراير - 2018
​​​​​​​عدلي صادق
الكوفية:

يتداول ناشطو وسائل التواصل، شريطاً لشباب عاطلين عن العمل في غزة، يتزاحمون عند بوابة مشفى للأمراض النفسية، ويهتفون بأي كلام، كما الهذيان. ويقول متابعون إن كلاً منهم يرغب في الإقامة في المشفى، كمن فقد عقله. وفي اليوم نفسه، جاءني من أحد العاملين في "المقاطعة" أي مكتب رئيس السلطة محمود عباس، أن هذا الرجل قد أصدر مرسوماً، يسميه العاملون في الرئاسة، تندراً "مرسوم الستة أشهر" الذي لم يُرسل الى الجريدة الرسمية، وسيبقى سراً الى حين رحيل عباس. وكان الذي طلب المنشور وحث عليه وناله، هو محمود سلامة، مدير الحسابات في مكتب عباس، ويتعلق المرسوم بتدبير عجيب غريب، وهو أن يتم إتلاف كافة الفواتير كل ستة أشهر، لكي تُدفن الفواتير المضروبة، ولا يُسأل محمود عن الفواتير الغائبة، ولا يُطلب منه تغطية الموازنة بفواتير، من أية جهة لتدقيق الحسابات قبل أو بعد الرحيل!

يقول الأخ المرسل، إن موازنة مكتب عباس تنقسم الى قسمين: جزءٌ تصرفه وزارة المالية، والجزء الآخر يصرفه الصندوق القومي في عمّان. الأول يُخصص لمكتب عباس 30 مليون دولار مقررة سنوياً، أما الصندوق فلا مبلغ مقرراً ولا سقف للصرف، علماً بأن الصندوق يتلقى مصروفاته من وزارة مالية السلطة نفسها، والتقسيم هنا، تدبير من نوع التحايل. ومن خلال المراسلات، عُلم أن الحد الأدنى، مما يصرفه الصندوق سنوياً بقرارات صرف من عباس، يصل الى 20 مليون دولار سنوياً، بخلاف مليوني دولار شهرياً مصروف عباس في العاصمة الأردنية!

ويقول الأخ المُرسل، وهو كما نعلم مطلع ونثق فيه، إن حجم ما يصرفه عباس بذريعة احتياجات مكتبه، يبلغ حده الأدنى 50 مليوناً في السنة، وما بين 60 و 65 مليوناً في بعض السنين!

وكما هو معروف لكل مواطن، لا يمكن أن يصرف عباس، مساعدة مالية  لأحد، مثلما فعل الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما كانت موازنة مكتبين له في رام الله وغزة، في حدود إثني عشر مليوناً، يذهب ثُلثاها على شكل كتب مساعدات لمحتاجين ومتعثرين، من المواطنين والكوادر ولشخصيات وأطر عربية ومن العالم الثالث، ذات صلة بحركات التحرر والنضالات الوطنية.

موازنة عباس الفادحة، تُصرف بغير رقيب ولا حسيب. وقد نسي الأخ المرسل، أمر الموازنة التي يتلقاها باسم فتح باعتباره رئيسها. فللرجل أربع موازنات لا تُدقق، واحدة لمكتبه ومصروفاته في عمان، حيث يجري توفير كل الخدمات اللوجستية وأكلاف الضيافة ولزوم "البزنس" لأولاده وأصفيائه، وهذا سر تثبيت السفير في الأردن طوال العمر. والموازنة الثانية راتبه المقرر كرئيس، والثالثة موزانته كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهذه نظرياً نظرياً عي التي يعلل بها صرف الأموال من الصندوق القومي باعتبار أن الصندوق تابعاً للمنظمة. والرابعة موازنة فتح باعتباره رئيسها. وليس هناك جهة تتولى التدقيق على صرف الموزنات الأربع، لأن توقيعه، يكفي لتسوية جبال الهملايا مالياً!

محمود سلامة، المسؤول عن مضخة الصرف، طلب إتلاف الفواتير كل ستة أشهر بمرسوم يحتفظ به، لكي يُعفى من المساءلة بعد رحيل عباس. والرجل يعرف كيف يحتاط. ففي حال غياب عباس، لن يكون قادراً على حماية نفسه، مثلما تسنى له أن يحمي نفسه ويرد بلاغات ضده الى هيئة مكافحة المكافحة، في هذه المرحلة التي شُلت فيها المؤسسات، وأُرعب فيها الفصائليون فما بالنا بالمواطنين، ولا إطار يحمي الغيور الذي يقدم بلاغاً أو يشهد على جريمة اختلاس، كما حدث مع الشهود على نتنياهو في دولة العدو!

في المقابل، لم يكن القاعد على الخازوق، المواطن الفلسطيني وحده. فالأمناء العامون للفصائل اشبه بفقراء الهنود وهم يتفرجون من بعيد، على عرس باذخ.

فقد مجلس صلح بين مخاتير قريتين في محافظة نابلس، لتسوية مشكلة ناجمة عن اشتراك القريتين في بئر مياه واحدة، كانت هناك صورة تختزل الظلم الذي حاق بالمجتمع. وكتبت صاحب هذه السطور، أثناء وجوده في رام الله، عن المجمع الطبي فيها، وهو يتبدى في فوضاه وعشوائية عمله وفجواته ونواقصه، أشبه بجدار مقبرة خان يونس في الخمسينيات، عندما كان يصطف حلاقو رؤوس الفقراء، الذين هم أنفسهم يخلعون الأسنان، ويداوون الجَرب. فهذا الرئيس الذي يصرف على مكتبه، أضعاف ما يصرف، ملك النرويج النفطية مثلاً؛ لم يكلف نفسه أو وزارته، تأسيس منظومة طبية، مستفيداً من براعة الأطباء الفلسطينيين والكوادر الطبية، حتى بتنا نحتاج الى التحويلات العلاجية أو نرتضي الموت. كان يمكن لهؤلاء الذين ابتلينا بهم، أن يأتوا قليلاً على أنفسهم، ولأنفسهم، على الأقل لكي يُمتدح عملهم على أي صعيد، فيوفروا مال التحويلات، لكي يهنأوا به. فحتى مستشفى فلسطين في القاهرة، انتُزع من مؤسسة الهلال الأحمر، وجرت خصخصته، لكي يتجهم في وجه المريض الفلسطيني الذي يتمكن من الوصول اليه!

في خاصرة هذا المشهد الذي يُدمي القلب، توجه الشبان مدقعو الفقر، الى مشفى الأمراض النفسية للاستراحة فيه. أما البُلهاء من محبي عباس، الذين بات سقفهم دون القدرة على إرضاء المجتمع بتغطية كلفة حفر بئر مياه في الضفة، أو كلفة حفر مستودع في الأرض، للقمامة في غزة، بدل رميها في البحر وتلويثه؛ لا يريدون أن يفهموا. فهؤلاء يعتقدون أن برهان الوطنية، هو محض جملة يكتبها واحد من الحاشية لعباس، لكي يقرأها في محفل دولي!    

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق