كتاب إسرائيلي جديد يكشف "أسرار" رئيس حكومة الاحتلال

فضح الصحفى الإسرائيلى "بن كسبيت" في كتاب جديد له، العديد من الأسرار عن حياة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التي كانت غير معروفة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى جانب علاقاته مع الولايات المتحدة التى قد تبدو في الظاهر أنها دافئة لكن في الحقيقة لديه هوس كبير من التجسس عليه من قبل المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، لاقتناعه بأن لديها أجهزة تنصت على أعلى مستوى.

يتحدث "بن كسبيت" في بداية كتابه "نتنياهو...سيرة حياة"، الذي نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقتطفات منه عن الحياة الشخصية لرئيس حكومة الاحتلال، كاشفا النقاب عن أن لدى نتياهو ابنة  تدعى "نوعا" من زوجته الأولى التي طلقها ليتزوج من سارة وينجب منها ابنين هما (يائير وأفنير)، موضحا، أن الابنة التى يرفض ظهورها في وسائل الإعلام أو الحديث عنها تبلغ من العمر 39 عاما، كما يتهرب نتنياهو من لقاء أحفاده من "نوعا" المتزوجة من أحد الحاخامات المتطرفين من الطائفة الحريدية.

ويؤكد "بن كسبيت" على أن معظم اللقاءات التي كانت تجرى بين نتنياهو وابنته تتم بشكل سري بعيدا عن الإعلام خوفا من غضب زوجته سارة التي يصطحبها معه في كل اللقاءات الهامة مثل لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القدس وفي واشنطن وغيرها من اللقاءات، موضحا أن أحد المقربين من نتنياهو أكد له أن نتنياهو كان يتنكر للقاء ابنته في أحد المقاهي النائية بتل أبيب ويبدو عليه الإضطراب خوفا من أن يعلم أحد أنه يقضي وقتا مع ابنته، ويصل الخبر إلى سارة، ووصل الحال بنتنياهو أنه كان يتكلم مع ابنته المغلوب على حالها من أماكن بعيدة عن الأنظار، مثل أثناء وجوده في المرحاض.

ويقول الصحفى الإسرائيلى إن "نوعا" تعرضت لضائقة مالية وقدم لها نتنياهو العون مرة، وبعد أن تزوجت أصبحت متدينة متشددة، من فئة "الحريديم" بحكم زواجها من حاخام، ويشير بن كسبيت إلى أن نتنياهو لا يتحدث أبدا عن أولاد نوعا، وتنكر في حفل الختان لأحدهم، فهو لا يقضي معهم وقتا أبدا، حتى أن الأحفاد لا يعرفون أن نتنياهو جدهم. ويدعى كسبيت أن رجال نتنياهو والمقربين منه يحرصون على عدم ذكر زوجة نتنياهو السابقة وابنته.

ويضيف الصحفي الإسرائيلي في كتابه، أن ابنة نتنياهو مرت بصدمة نفسية وأن زوجة نتنياهو في السابق، واسمها ميكي فايسمن هرن، تحافظ على الصمت، وتأبى أن تنشر تفاصيل هذه الصدمة لأنها "لا تريد أن تمس بنتنياهو".

ويكشف كتاب بن كسبيت أن نتنياهو كان وراء الاحتجاجات والمظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسحاق رابين، بهدف إسقاطه بعد توقيع اتفاق "أوسلو" مع الجانب الفلسطيني برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ويوضح الكاتب أن الشعارات التحريضية مثل "رابين خائن" كان صاحبها هو "نتنياهو"، موضحا أن رئيس الشاباك حينها استدعى نتنياهو بعد ازدياد المظاهرات، وطلب منه أن يهدأ الأجواء لأن" الشاباك" لديه  معلومات تفيد بوجود تهديدات على حياة رابين، إلا أن نتنياهو لم يعمل بحزم ضد هذه المظاهرات، ولم يواجه حاخامات المستوطنين الذين حرضوا ضد رابين على نحو خطير، وإنما سمح للأجواء المشحونة أن تستمر حتى تم اغتيال اسحاق رابين عبر شاب إيجال أمير.

نتنياهو مع رئيس جهاز الموساد

وكشف الكاتب النقاب عن أن "نتنياهو" يعاني من هوس جنوني بأن الجميع يتنصت عليه. خاصة ضباط المخابرات الأمريكية الذين يملكون قدرات هائلة في التجسس، لذلك كان يفضل الاجتماعات في مقر الموساد في تل أبيب. حيث كان يضمن أن لا أحد يتنصت عليه، وكان هناك سبب آخر لتمسك نتنياهو بمقر الموساد وهو "الويسكي الفاخر" الذي كان يتجرعه مع وزير الدفاع في السابق، إيهود باراك.

وقال الصحفي الإسرائيلي في كتابه أن نتنياهو الذي تمسك طوال حياته السياسية بمبدأ "عدم التفاوض مع الإرهابيين" وأسس عليه شهرته السياسة، واجه عام 2011 أزمات داخلية دفعته إلى التنازل عن هذا المبدأ من أجل بقائه السياسي.

وأوضح "بن كسبيت"، أن إسرائيل شهدت في تلك الفترة أي في عام 2011 احتجاجات عارمة ضد سياسية نتنياهو، بسبب غلاء المعيشة وأدت إلى ضرر كبير بشعبية نتنياهو، لذلك قرر التنازل عن مبدأ "عدم التفاوض مع حماس " من أجل كسب شعبية الإسرائيليين مجددا، خاصة في أوساط أولئك الذين خرجوا للتظاهر ضده من اليمين ومن المستوطنين.

وأوضح الكاتب أن صفقة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط الذي وقع في أسر حركة حماس لمدة 5 سنوات، وتمت بالتفاوض مع الحركة التي سماها نتنياهو بأنها إرهابية، كانت تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة".

الكاتب والسياسي "بن كسبيت" له العديد من المؤلفات من بينها كتاب "سيرة ايهود بارك" وزير الدفاع  الأسبق في حكومة الاحتلال، و"الهارب" وغيرها من المؤلفات التي أثارت ضجة كبيرة في إسرائيل.