اليوم الجمعة 29 مارس 2024م
جيش الاحتلال يكشف عن إصابات جديدة في صفوفهالكوفية مسيرات ووقفات حاشدة في الأردن تنديدا بالعدوان المتواصل على شعبناالكوفية «التعاون الإسلامي» ترحب بالتدابير الاحترازية الجديدة من محكمة العدل الدوليةالكوفية 10 شهداء على الأقل جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة السنافور شرقي غزةالكوفية الخارجية: إصدار "العدل الدولية" تدابير جديدة فتوى قانونية لتمرد إسرائيل التاريخي على الشرعيات الدوليةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 175 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 71 شهيدا و112 مصاباالكوفية الأعور: الإعلام العبري يؤكد أن «نتنياهو» هو من يعطل إتمام صفقة تبادلالكوفية ياغي: مخطط الولايات المتحدة إرسال قوات حفظ سلام يستبق اليوم التالي من الحرب على غزةالكوفية مراسلنا: 8 شهداء ومفقودين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة موسى في المحافظة الوسطىالكوفية مراسلنا: شهيدة ومصابون جراء قصف الاحتلال مسجد سعد بن أبي وقاص في مخيم جبالياالكوفية مروحية الاحتلال تطلق النار نحو المواطنين ومنازلهم شرق قطاع غزةالكوفية الحرب التي لن تنتهي ..!الكوفية استطلاع.. استمرار تقدم شعبية غانتس على نتنياهوالكوفية شهداء الأقصى: استهدفنا آلية عسكرية صهيونية بقذيفة "آر بي جي" غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزةالكوفية الاحتلال يغلق حاجز تياسير شرق طوباسالكوفية الاحتلال يواصل إغلاق محافظة أريحا والأغوارالكوفية بالأرقام| «الإعلام الحكومي» ينشر تحديثا لأهم إحصائيات عدوان الاحتلال على غزةالكوفية 125 ألف مواطن يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصىالكوفية اليابان تعتزم استئناف تمويلها لـ «أونروا»الكوفية

المصالحة وما يُنقل عن عباس

12:12 - 16 فبراير - 2018
عدلي صادق
الكوفية:

كنا ولا زلنا نجزم، أن كل ما يُوضع في فم عزام الأحمد، لكي يقوله في أيٍ من تدويخات الحوار واللقاءات حول تنفيذ اتفاقات المصالحة الوطنية الفلسطينية؛ يختلف كلياً عن الموقف المستقر في رأس عباس. وبالطبع، إن كل ما يُفرغه الأحمد، وبعض الناطقين باسم "المقاطعة" يدخل في باب المناورة واللعب بالبيضة والحجر، وإن كان هذا اللعب، لا ينطلي على أحد، وهو سخيف ومعيب في ناظر الفلسطينيين والعرب والشرفاء في العالم!

فريح أبو مدين، وزير العدل الأسبق، التقى عباس وسمع بعض الكلام من جنس الحديث في الجلسات الخاصة، التي يُفترض بمن يحضروها أن يسمعوا وألا يصرحوا. وهؤلاء الذين يتعين عليهم أن يسمعوا وألا يصرحوا، موصولون بحساباتهم الخاصة وما استقرت عليه أوضاعهم. لكن فريح الذي سَمع، وهو ممن لا يستقر لهم شيء،  سواء كان يتوخى شيئاً أو لم يكن. ويمكن أن نفترض أن الرجل لم يتوخ شيئاً سوى استكشاف الموقف، بعد أن تسنى له اللقاء، بشفاعة كتابات له، بدت تميل الى الموالاة والى هجاء معارضي عباس، ولا ننكر على الرجل تحرقه ــ كأي مواطن في فلسطين وشتاتها ــ لعذاب غزة وبؤسها!

ينقل فريح أبو مدين على لسان عباس، أنه يشترط تسليماً كاملاً له، من حماس لغزة، بسلاحها وقضّها وقضيضها، وأن يتولى هو كما لو إنه الجدير بإخراج ألمانيا من أية أزمة تتعرض لها؛ ترتيب أوضاع القطاع، مثلما ــ كما يزعم ضمناً ــ أنجز ترتيب أوضاع الضفة، وترتيب أوضاع فتح، وترتيب أوضاع منظمة التحرير، وترتيب أوضاع "المقاطعة" نفسها. كذلك هو يتمثل معنى اختزال الشعب في الضفة وغزة في شخصه الكريم، ليقول بالمنطق المجازي، إن ابنته عنده وإبنهم عندهم، وكلٌ في فلك يسبحون!

معلوم أن عباس تعرض لضغوط لكي يشارك في جمع الشمل الفلسطيني، فاضطر الى التماشي. والضاغطون كانوا يريدون استكمال العنوان الذي حيّر موزع البريد، فضلاً عن واجب الخيّرين منهم، في النُصح السديد، بحكم أن المنطقة تتعرض لهبوب رياح عاتية، ولا يرضون لشعب فلسطين وقضيته، أن يطيرا الى لا مكان، على النحو الذي يجعل الفلسطينين تائهين متفرقين، وفي وضعية تنتج عنها مخاطر يتعرضون لها، فوق ما يتعرضون له من مخاطر داخلية في بلدانهم!

عباس، في السياسة الفلسطينية الداخلية، ينطلق من كيديات وغرائز، ويغوص في تكتيكات وحسابات صغيرة، ولا يريد أن يقرأ المشهد العام في وطننا وفي الإقليم والعالم، ولا أن يلتزم بمحددات السلوك التي تفرضها المسؤوليات العامة. فالرجل يتحسس قوته في "المقاطعة" بما يمتلك من صلاحيات مالية، مقطوعة الصلة بالقانون. وفي هذا الإطار، يتحدث بمنطق الإقتدار عن "عقوبات" أنزلها بغزة بذريعة حماس. وكان المسؤولية العامة، ستكون عامة ووطنية وأخلاقية عندما يعاقب المسؤول مليوني إنسان من شعبه، لم يذنبوا ولا يعرفوا عن ماذا يستغفرون!

لكن الأسئلة التي يستحثها هذا الموقف المارق، تقول: أين اتفاقات المصالحة مما يقول؟ وهل هناك خطان متوازيان، واحدٌ نظري تمثله الاتفاقات التي تم التوصل اليها، وآخر تدل عليه التصرفات والتطبيقات العملية، بينما اللعب والتلاعب، يجريان على الخط الأول للتملص من استحقاقاته؟ وهل نصت الاتفافات على أن يسلم المقاومون سلاحهم، وأن يتولى مدمر المؤسسات ترتيب أوضاع غزة، أو ــ بالأحرى ــ تجريفها من السياسة ومن السلاح ومن جماليات الوئام الوطني والاجتماع وحرية التعبير والتنوع، لكي يكتمل تخريب المشهد الفلسطيني دون أن يكلف نفسه القعود على تل الخراب؟!

سؤال آخر: هل استفتى عباس، شعب فلسطين، أو على الأقل، طلب إجراء عملية سبر أغوار، لكي يعرف ما إذا كان الفلسطينيون مع رأيه أو ضده، وأنهم يؤيدون "عقاب" غزة أم إكرامها بمحض العدالة، أو إنهم مع المصالحة أو ضدها، أو مع تسليم السلاح أم ضد التسليم؟!

بحكم سنن التاريخ والحياة، سيكون الذي ينبغي أن يكون، أن لكل شعب سلاح يدافع به عن نفسه. والسلاح المتوافر للفلسطينيين، سيظل في أيدي من يحملونه، مثلما بقيت بندقية الشهيد أحمد اسماعيل جرار في يده وصمد في الحبس والتحقيق عند عباس، لكي يحتفظ بها. إن   أقصى ما يمكن التسليم به شعبياً، هو أن يؤطر حاملو هذا السلاح، في مؤسسة دفاع فلسطينية دستورية، تحاكي حق كل شعب في الدفاع عن نفسه، كلما هاجمه العدو.

عباس زائل، والشعب وقضيته باقيان، ومزبلة التاريخ تتسع لملايين العبابسة!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق